دنيا الوطن - 4/27/2024 2:10:08 AM - GMT (+2 )
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن معاناة النازحين الفلسطينيين بفعل الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي تشهد تفاقمًا خطيرًا في ظل الارتفاع المتسارع للحرارة واشتداد درجاتها في الصيف، وما يرافقه ذلك من طقس جاف وارتفاع نسبة الرطوبة، وانتشار الحشرات والقوارض، ما ينذر باتساع انتشار الأوبئة والأمراض وازدياد عدد الوفيات على إثرها.
وأبرز الأورومتوسطي أن الكارثة الإنسانية المُتعمدة التي صنعتها إسرائيل في قطاع غزة من خلال تدمير سبل ومظاهر الحياة تهدد حياة المدنيين الفلسطينيين، لاسيما الفئات الهشة،وتعرضهم إلى مزيد من المخاطر الجسيمة، بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة وأوضاعهم البائسة، سواء في مراكز إيواء شديدة الاكتظاظ، أو في الخيام المصنوعة من النايلون، والتي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، عوضًا عن تأثيرات سوء التغذية والجفاف والخوف.
ونبه إلى أن درجات الحرارة الحارقة تزيد من البؤس اليومي الذي يعانيه النازحون الفلسطينيون، وسط نقص حاد في المياه النظيفة الصالحة ومخاطر بيئية كبيرة جراء انعدام المرافق الخدماتية وانهيار أنظمة الصرف الصحي وتراكم النفايات، ما أدى إلى انتشار سريع للأمراض المعدية والحساسية الجلدية.
وأكد الأورومتوسطي أن النازحين الفلسطينيين يُتركون ليواجهون وحدهم مصيرهم وهم يتعرضون للحرارة المفرطة ويعانون مخاطر متزايدة بفعل موجات الحر الحارقة، بعد أن أجبر الهجوم العسكري الإسرائيلي أكثر من 1.7 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم في مناطق الشمال بحثا عن ملجأ آمن في الجنوب، كما حدثت موجات نزوح قسرية أخرى في المحافظات الجنوبية، فيما يعيش هؤلاء في خيام أو ملاجئ مكتظة في ظل ظروف بيئية وصحية بائسة.
ومنذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، وُضع نحو 246 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل نحو 67%من مساحة قطاع غزة، تحت أوامر الإخلاء غير القانونية من الجيش الإسرائيلي؛ ويشمل ذلك جميع المناطق الواقعة شمال وادي غزة، والتي صدرت أوامر لسكانها بالإخلاء في أواخر تشرين أول/أكتوبر، بالإضافة إلى مناطق محددة جنوب وادي غزة أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها تباعا منذ 1 كانون أول/ديسمبر الماضي.
ووثق الأورومتوسطي العديد من حالات الوفاة ضحايا الكارثة الإنسانية والصحية في قطاع غزة، بفعل تفاقم معاناة النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء مع اشتداد موجات الحر وتفشيالأوبئة والأمراض بينهم، خاصة لدى الأطفال والفئات الهشة.
ومن بين هؤلاء الطفلة “ملك سائد اليازجي” (5 أشهر) التي توفيت يوم 25 نيسان/أبريل الجاري بعد أن نزحت قسرًا مع عائلتها إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث أقامت العائلة داخل خيمة نزوح وتأثرت حالتها بسبب الخوف وموجة الحر الشديدة التي تضرب الخيام المصنوعة من النايلون والتي تفتقر أدنى مقومات الحياة، علاوة عن شح المياه.
وقال “سائد خليل اليازجي” (40 عامًا) والد الطفلة الضحية لفريق الأورومتوسطي، إنهم نزحوا من منطقة سكنهم في بلدة بيت حانون في الأيام الأولى من بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي إلى مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة ومن ثم إلى رفح جنوبي القطاع.
وذكر أنهم أقاموا داخل خيمة في رفح منذ 23 كانون أول/ديسمبر الماضي بعد ثلاثة أيام من ولادة “ملك”، وأن طفلته لم تكن تشتكي من أعراض صحية قبل أن تتدهور حالتها بشدة، حيث نقلها إلى المستشفى الميداني الإماراتي ليتم إعلان وفاتها، ثم توجه بجثمانها إلى مستشفى “أبو يوسف النجار” الذي أصدر لها تقريرًا يفيد بوفاتها متأثرة بارتفاع درجات الحرارة وضعف شديد في نبضات القلب.
كما تلقى المرصد الأورومتوسطي إفادة بوفاة الشابة “لارا جريس الصايغ” (19 عامًا) يوم 25 نيسان/أبريل الجاري خلال محاولتها النزوح مع والدتها من مدينة غزة إلى مدينة رفح بفعل تأثرها بدرجات الحرارة الشديدة، وفي وقت عانت والدتها من غيبوبة لذات الأسباب.
وأبرز الأورومتوسطي أن عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين باتوا مهددين أكثر من أي وقت مضى بمخاطر انتشار الأمراض الفتاكة والمكاره الصحية والأمراض المعدية والمنقولة مع اشتداد درجات الحرارة وذلك في خضم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة.
ووثق المرصد الأورومتوسطي وفاة الطفلة “حور إياد العبسي” (عامين ونصف)، وهي نازحة مع عائلتها في رفح، يوم 11 نيسان/أبريل الجاري جراء إصابتها بمرض التهاب الكبد الوبائي بسبب التلوث والاكتظاظ وتضاعف المرض في جسدها حتى وصل درجة 18، حيث نقلت إلى المستشفى “الأوروبي” لمدة خمسة أيام وتوفيت بسبب مضاعفات مرضها وغياب الرعاية الصحية اللازمة.
كما وثق الأورمتوسطي وفاة الشاب “أنس عبد الله كراز” (27 عامًا) في 24 نيسان/أبريل الجاري جراء إصابته كذلك بمرض التهاب الكبد الوبائي خلال نزوحه مع عائلته في مدينة رفح.
إقرأ المزيد